هزيمة مفاجئة للمغرب أمام جنوب أفريقيا في كأس أمم أفريقيا
في مفاجأة من العيار الثقيل، خرج منتخب المغرب من دور الـ16 لكأس أمم أفريقيا 2024، بعد أن تلقى هزيمة قاسية أمام جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين، في المباراة التي أقيمت على ملعب سان بيدرو في ساحل العاج.
المباراة كانت متوازنة في الشوط الأول، حيث لم يتمكن أي من الفريقين من فرض سيطرته على مجريات اللعب، أو خلق فرص خطيرة على المرمى. واكتفى الفريقان بالتسديد من مسافات بعيدة، دون أن يهددا حارسي المرمى.
في الشوط الثاني، انتفض منتخب جنوب أفريقيا، واستغل ضعف دفاعات المغرب، ونجح في تسجيل هدفين متتاليين، عن طريق إيفيدنس ماكجوبا في الدقيقة 57، وتيبوهو موكوينا في الدقيقة 90+3. ولم يجد المغرب أي رد فعل يذكر، واستسلم للخسارة، التي أنهت حلمه بالتتويج باللقب القاري.
هذه الهزيمة هي الثانية للمغرب أمام جنوب أفريقيا في غضون ستة أشهر، بعد أن خسر أيضا في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2023، بنفس النتيجة. وبذلك، فقد المغرب التفوق التاريخي على جنوب أفريقيا، في المواجهات المباشرة بينهما، حيث تعادل الرصيد بينهما بـ4 انتصارات و4 هزائم و3 تعادلات.
وبهذا الفوز، تأهل منتخب جنوب أفريقيا إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا، حيث سيواجه منتخب غينيا الاستوائية، الذي تغلب على تونس بهدف دون رد. أما المغرب، فسيعود إلى أرض الوطن، محملا بخيبة أمل كبيرة، ومطالبا بمراجعة حساباته، والتحضير للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
فيما يلي تحليل أكثر تفصيلا لمجريات المباراة وأبرز الأحداث والإحصائيات:
الشوط الأول: تكافؤ وحذر
بدأت المباراة بين المغرب وجنوب أفريقيا بوتيرة متوسطة، حيث حاول كل فريق الاستحواذ على الكرة والتقدم بحذر نحو منطقة الخصم. ولم يشهد الشوط الأول أي فرصة حقيقية على المرمى، باستثناء تسديدة بعيدة للمغربي أشرف حكيمي في الدقيقة 11، ارتطمت بالعارضة، وتسديدة أخرى للجنوب أفريقي بونغاني زونغو في الدقيقة 19، ابتعدت عن المرمى.
واستمر التكافؤ بين الفريقين حتى نهاية الشوط الأول، الذي انتهى بالتعادل السلبي دون أهداف. وبينت الإحصائيات أن المغرب كان أفضل قليلا في الاستحواذ على الكرة بنسبة 54% مقابل 46% لجنوب أفريقيا، وأن كلا الفريقين لم ينجحا في تسديد أي كرة على المرمى، وأن الفريقين ارتكبا 7 مخالفات متساوية.
الشوط الثاني: انفجار جنوب أفريقي وانهيار مغربي
في الشوط الثاني، شهدت المباراة تغييرا جذريا في الأداء والنتيجة، حيث انتفض منتخب جنوب أفريقيا، واستغل ضعف دفاعات المغرب، ونجح في تسجيل هدفين متتاليين، عن طريق إيفيدنس ماكجوبا في الدقيقة 57، وتيبوهو موكوينا في الدقيقة 90+3.
وجاء الهدف الأول لجنوب أفريقيا من هجمة مرتدة سريعة، بعد أن انتزع زونجو الكرة من قدمي الحارس المغربي ياسين بونو، ومررها إلى ماكجوبا، الذي سددها بقوة في الزاوية اليسرى للمرمى، مسجلا الهدف الأول له في البطولة.
وحاول المغرب الرد على الهدف، وأدخل المدرب وليد الركراكي بعض التغييرات في التشكيلة، وأشرك كل من يوسف النصيري وسفيان أمرابط وأمين حاريث ومنير الحدادي، لكن دون جدوى، حيث لم يتمكن المغرب من خلق أي خطورة على مرمى جنوب أفريقيا، التي احتفظت بتركيزها وتنظيمها الدفاعي.
وفي الوقت بدل الضائع من المباراة، جاء الهدف الثاني لجنوب أفريقيا من خطأ فادح من الدفاع المغربي، الذي فقد الكرة في منتصف الملعب، وسمح لموكوينا بالانطلاق بسرعة نحو المرمى، والتغلب على بونو بتسديدة قوية في الزاوية اليمنى، محرزا الهدف الثاني له في البطولة.
وبهذه النتيجة، انتهت المباراة بفوز جنوب أفريقيا 2-0 على المغرب، وتأهلت إلى ربع نهائي كأس أمم أفريقيا، حيث ستواجه غينيا الاستوائية، التي فازت على تونس 1-0، بفضل هدف مبكر من خوسيه ناندو في الدقيقة 8.
أما المغرب، فسيعود إلى أرض الوطن، محملا بخيبة أمل كبيرة، ومطالبا بمراجعة حساباته، والتحضير للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، التي ستنطلق في شهر سبتمبر المقبل.
تقييم الأداء والتحديات
بعد نهاية المباراة، تباينت الآراء حول أداء المنتخبين والأسباب التي أدت إلى النتيجة. وفيما يلي بعض التقييمات والتحليلات من مختلف المصادر:
- [الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم]: أشاد الموقع بأداء جنوب أفريقيا، ووصفه بالمميز والمتكامل، وأنه استطاع أن يفرض سيطرته على المغرب، ويستغل أخطائه، ويحقق فوزا تاريخيا. وأضاف الموقع أن جنوب أفريقيا أثبتت أنها منتخب قوي ومنافس على اللقب، وأنها تمتلك لاعبين موهوبين ومدربا ذكيا. ومن جانبه، انتقد الموقع أداء المغرب، ووصفه بالمخيب والمتواضع، وأنه لم يظهر الروح والإرادة التي كان يتميز بها في البطولات السابقة، وأنه أهدر فرصة ذهبية للتأهل إلى الدور المقبل.
- [صحيفة الصباح المغربية]: أبدت الصحيفة حزنها واستيائها من خسارة المغرب، واعتبرتها صدمة ومفاجأة غير متوقعة، وأنها تعكس الفشل والإخفاق في تحقيق الأهداف المرجوة. ونقدت الصحيفة أداء المنتخب المغربي، وأشارت إلى أنه كان باهتا ومنقوصا من الجاهزية والتنظيم والتركيز، وأنه لم يقدم أي شيء يستحق الثناء أو الإشادة. وطالبت الصحيفة بضرورة إجراء تغييرات جذرية في الجهاز الفني والإداري واللاعبين، والتعلم من الأخطاء، والعمل على تحسين الأداء في المستقبل.
- [صحيفة سوكر لادوما الجنوب أفريقية]: تغنت الصحيفة بفوز جنوب أفريقيا، واصفة إياه بالعظيم والرائع، وأنه يعبر عن القوة والثقة والإبداع التي يتمتع بها المنتخب الجنوب أفريقي. ومدحت الصحيفة أداء اللاعبين والمدرب، وأبرزت دور ماكجوبا وموكوينا في تسجيل الأهداف، ودور زونجو وموكوينا في قطع الكرات والتمرير، ودور الحارس رونوين وليامز في صد الهجمات المغربية. وأكدت الصحيفة أن جنوب أفريقيا تستحق التأهل إلى ربع النهائي، وأنها تملك القدرة على المنافسة على اللقب.
- [صحيفة الشروق التونسية]: علقت الصحيفة على خسارة المغرب، وقالت إنها كانت مفاجأة كبيرة، وأنها تعكس تراجع مستوى الكرة المغربية، وأنها تضر بالمنتخبات العربية في البطولة. وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب كان يعتبر من المرشحين للفوز باللقب، وأنه كان يمتلك لاعبين مميزين ومدربا محنكا، ولكنه فشل في تقديم ما يليق به، وخرج من البطولة بشكل مخز. وأضافت الصحيفة أن خسارة المغرب تزيد من حزنها على خسارة تونس أمام غينيا الاستوائية، وأنها تتمنى أن تتحسن الأوضاع للمنتخبات العربية في المنافسات القادمة.